اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
تابع لمعة الاعتقاد
56702 مشاهدة
رد أهل السنة على المعتزلة في القول بخلق القرآن

...............................................................................


وقد ناقش أهل السنة، ناقشوا أدلة المعتزلة في القول: بأنه مخلوق. ومنهم: ابن أبي العز شارح الطحاوية، أورد شبهاتهم، ومنها قولهم: إن الله يقول: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ والقرآن شيء، فيكون مخلوقا. فبين أنه مع هذا العموم مخصوص، مخصوص بذات الله تعالى، فإن الله شيء، وصفاته شيء، فلا تدخل في هذا العموم.
ومنها قولهم: إن الله ذكر أنه محدث: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ والإحداث: هو الخلق. وهذا خطأ، فإن الإحداث: التجدد يعني ما يأتيهم من كلام ربهم إلا جديد، كلام جديد إلا قالوا كذا وكذا. فالإحداث بمعنى الحدوث وهو التجدد.
ومنها: استدلالهم بالجعل في قوله: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا وقالوا: الجعل: هو الخلق. وهذا أيضا خطأ، فإن الجعل بمعنى: التصيير أي صيرناه قرآنا.
من أكابر المعتزلة، ومن مشاهيرهم: الزمخشري صاحب الكشاف التفسير المشهور، ذكروا أنه لما ألفه ابتدأه بقول: الحمد لله الذي خلق القرآن. ثم قال له بعض تلاميذه: أنه بذلك ينفر منه الناس. فغيره، وجعله: الحمد لله الذي جعل القرآن.
الجعل عندهم بمعنى: الخلق. ثم إن بعض النساخ غيروا كلمة جعل، وبدلوها بأنزل، وهي تغيير من النساخ؛ لا أنها هي الأصل.
فالزمخشري من رؤساء المعتزلة، صاحب هذا الكتاب الذي يغالي فيه كثير من الناس، والذي قال فيه بعض العلماء: لأن لم تداركه من الله رحمة ليرين للكافرين مرافقا.